الله يعد كلفن
لقد كان الله لا يزال دائب ا في اعداد عمال لينشروا رسالته . ففي احدى مدارس باريس كان يوجد شاب مفكر هادئ، وكان قد سبق فأقام البرهان على أن له عقلا ثاقبا جبارا، كما كانت حياته أيضا بلا لوم كشأنه في غيرته وذكائه وتعبده الديني . وسرعان ما جع له نبوغه ومثابرته مفخرة الكلية، وكان كثيرون يؤملون بكل ثقة أن جون كلفن سيصير من أقدر الرجال وأكرمهم في الدفاع عن الكنيسة . لكنّ شعاعا من نور الله اخترق جدران الفلسفة الاسكلائية والخرافات التي كان كلفن محبوسا ضمنها. وقد اقشع ر بدنه عندما سمع عن التعاليم الجديدة، ولم يكن يشك في أن الهراطقة يستحقون الحرق بالنار التي اكتووا به ا. ومع ذلك فقد جمعته الصدفة وجها لوجه أمام الهرطقة وأرغم على اختبار قوة اللاهوت الكاثوليكي في مبارزة التعليم البروتستانتي.GC 244.3
جاء الى باريس أحد أبناء عمه، وكان قد انضم الى المصلحين فاجتمع ذانك القريبان معا وكانا يتباحثان في تلك المسائل التي اربكت العالم المسيحي . فقال أوليفيتان البروتستانتي: ”لا توجد في العالم غير ديانتين، احداهما من اختراع الناس وفيها يخلص الانسان نفسه بالطقوس والاعمال الصالحة، أما الاخرى فهي تلك المعلنة في الكتاب المقدس والتي تعلم الإنسان ان ينتظر الخلاص بنعمة الله المجانية وحدها“.GC 245.1
فصاح كلفن يقول: ”شأن لي بتعاليمك الجديدة هذه . أفتظن أنني قد عشت في الضلال كل أيامي؟“ (١٩٩).GC 245.2