شجاعة المصلح
كلما تقدم المصلح في رحلته كان يقابَل في كل مكان باهتمام عظيم. وكانت الجموع المشتاقة تتجمهر من حوله . وكان اصدقاؤه يحذرونه من نوايا البابويين . قال بعضهم: ”انهم سيحرقونك ويصيِّرون جسدك رمادا كما قد فعلوا مع هس“. فأجابهم لوثر قائلا: ”حتى لو اشعلوا النيران في كل الطريق من ورمس الى وتنبرج بحيث ترتفع ألسنتها الى عنان السماء فسأجتاز فيها باسم الرب وسأمثل أمامهم وسأدخل من ” شدقي هذا البهيموت وأحطم أسنانه اذ اعترف بالرب يسوع المسيح“ (٩٠).GC 169.3
وقد احدثت انباء قدوم لوثر الى ورمس هرجا ومرجا عظيمين . وكان اصدقاؤه يرتعدون خوفا على سلامته، وكان اعداؤه يخافون على نجاح دعوتهم . وبُذلت مساعٍ حثيثة لاقناعه بالعدول عن دخول المدينة . وبتحريضات البابويين الح الاعداء عليه كي يلتجىء الى قلعة فارس صديق حيث ستحل كل المشاكل حلا سلميا، كما افادو ا. وحاول اصدقاؤه أن يثيروا مخاوفه اذ جعلوا يصفون له المخاطر التي تتهدده . لكنّ كل مساعيهم كان مصيرها الفشل، فان لوثر الذي ظل ثابتا أعلن قائلا: ”ولو كان في ورمس أبالسة بقدر عدد القرميد الذي فوق سطوحها فلا بد لي من دخولها“ (٩١).GC 169.4