تتحد مع العالم
ان كثيرا من الكنائس البروتستانتية تتمثل بروما في ارتباطها الآثم ”بملوك الارض“. كنائس الدولة في صلتها بالحكومات الارضية، وبطوائف أخرى في سعيها الى طلب رضى العالم . ويمكن اطلاق اسم ”بابل“ بلبلة بكل لياقة على هذه الهيئات، اذ انها كلها تعترف بأنه ا تقتبس تعاليمها وعقائدها من الكتاب، ومع ذلك فهي منقسمة الى شيع تكاد لا تحصى، وعقائدها ونظرياتها متضاربة.GC 424.1
وفضلا عن الاتحاد الآثم مع العالم فان الكنائس التي انفصلت عن روما تقدم صفات اخرى من صفاتها.GC 424.2
في احد المؤلفات الرومانية الكاثوليكية نجد هذا القول: ”اذا كانت كنيسة روما مذنبة بعبادة الاوثان في علاقتها بالقديسين، فان ابنتها كنيسة بريطانيا قد ارتكبت الخطيئة نفسها، اذ انها تكرس عشر كنائس للعذراء في مقابل تكريس كنيسة واحدة للمسيح“ (٣٢٥).GC 424.3
ثم ان الدكتور هوبكنز يعلن في ”مقال كتبه عن العصر الالفي“ قائلا: ”لا يوجد ما يدعونا الى اعتبار الروح المنافية للمسيحية وممارستها قاصرة على الكنيسة التي تسمى الان كنيسة روم ا. فالكنائس البروتستانتية فيها كثير من هذه الروح، وهي أبعد ما تكون عن الاصلاح الكامل ... المنزَّه من الفساد والانحلال والشر“ (٣٢٦).GC 424.4
وبخصوص انفصال الكنيسة المشيخية عن روما كتب الدكتور غوثري يقول: ”منذ ثلاث مئة سنة خرجت كنيستنا من أبواب روما وعلى اعلامها صورة الكتاب المقدس مفتوحا وهذا الشعار فتشوا الكتب مكتوب على دَرْجِه ا“. وبعد ذلك يسأل هذا السؤال الذي له مغزاه: ”ولكن هل خرجوا من بابل خروجا كاملا بمعنى الكلمة ؟“ (٣٢٧).GC 424.5
و ها هو سبورجون يقول: ”يبدو أن كنيسة بريطانيا قد أصيبت بنخر سوس التمسك بالفرائض والطقوس، لكنّ الانشقاق يبدو ملتبسا مع الالحاد الفلسفي. ان اولئك الذين كنا نفكر فيهم افكارا حسنة ينحرفون واحدا بعد الآخر عن أصول الايمان . واني اعتقد ان الا لحاد قد نخر في عظام بريطانيا، ذلك الالحاد اللعين الذي يجرؤ على اعتلاء المنبر ويدعو نفسه مسيحيا“.GC 425.1
ماذا كان أصل الارتداد العظيم، وكيف بدأت الكنيسة في الانحراف عن بساطة الانجيل ؟ بمشاكلتها الممارسات الوثنية لتهوِّن على الوثنيين أمر قبولهم للمسيحية. وقد أعلن بولس الرسول حتى في عصره قائلا: ”سر الاثم الان يعمل“ (٢ تسالونيكي ٢: ٧). وقد ظلت الكنيسة طاهرة نسبيا في عهد الرسل، ”ولكن قرابة القرن الثاني صار لمعظم الكنائس شكل جديد، فاختفت البساطة الاولى، وبعدما اضطجع التلاميذ الاولون في قبورهم قام نسلهم مع المهتدين الجدد ... وشكلوا شيئا فشيئا القضية المسيحية من جديد“ (٣٢٨) ولكي يحصلوا على مهتدين خفضوا مقياس الايمان المسيحي السامي، ونتيجة لذلك ”حدث أن طوفانا وثنيا غمر الكنيسة بممارسات الوثنية وعاداتها وأوثانها“ ( ٣٢٩ )، واذ ظفر الدين المسيحي برضى الرؤساء العالميين وم عاضدتهم قبلت جماهير الوثنيين الدين المسيحي قبولا اسمي ا. ولكن مع ان كثيرين كانوا مسيحيين في مظهرهم ”فقد ظلوا وثنيين في قلوبهم، وكانوا على الخصوص يسجدون لاوثانهم في الخفاء“ (٣٣٠).GC 425.2