Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    ظهور تقدم الانجيل

    ومرة أخرى حدث حينئذ، كما في أيام الرسل، ان الاضطهادات آلت الى تقدم الانجيل . ففي سجن كريه امتلأ بالمجرمين الخلع اء استنشق جون بنيان عبير السماء، وهناك كتب روايته العجيبة التي فيها صور سفر السائح المسيحي من مدينة الهلاك الى المدينة السماوية . وفي مدة تزيد على مئتي سنة ظل ذلك الصوت الخارج من سجن مدينة بدفورد يكلم قلوب الناس بقوة تهز المشاعر. ان كتابي يوحنا بني ان اللذين أسماهما ”سياحة المسيحي“ ”والنعمة المتفاضلة لأول الخطاة“ أرشادا أناسا كثيرين في طريق الحياة.GC 282.2

    ثم أن باكستر وقلافل وآلين وغيرهم من الرجال ذوي المواهب والعلم والاختبار المسيحي العميق وقفوا بكل شجاعة يدافعون عن الايمان المسلم مرة للقديسين .والعمل الذي قام به هؤلاء الرجال المحرومون وطريدو القانون بأمر حكام هذا العالم لا يمكن أن يتلاشى، فان كتابي فلافل ”نبع الحياة“ و ”أسلوب النعمة“ قد علما آلافا من الناس كيف يسلمون أرواحهم في حِرز المسيح . كما أن كتاب باكستر ”الراعي المصلح“ كان بركة عظيمة لكثيرين من الذين يرغبون في انتعاش عمل الله، وأيضا كتابه ”راحة القديسين الأبدية“ كان له أثره العظيم في ارشاد نفوس كثيرة الى الراحة التي بقيت لشعب الله.GC 283.1

    وبعد ذلك بمئة سنة في اثناء الظلمة الروحية ظهر هوايتفيلد وابنا وسلي كحاملي مشعل النور من قبل الله . فتحت حك م الكنيسة المعترف بها وصل شَعب انجلترا الى حالة من الركود الروحي قريبة الشبه بالوثنية . وكان الدين الطبيعي هو الدراسة المحببة لدى رجال الاكليروس وقد شمل معظم تعاليمهم اللاهوتية. وكان رجال الطبقات العالية يتهكمون على التقوى ويفخرون بانهم فوق متناول ما سم وه التعصب الديني . أما الطبقات الفقيرة فكان أفرادها في أحط دركات الجهل وصاروا صرعى الرذائل . أما الكنيسة فلم تكن لديها الشجاعة أو الايمان لاسناد قضية الحق الذي بدأ يهوي الى الحضيض.GC 283.2

    ان العقيدة العظيمة، عقيدة التبرير بالايمان التي علم بها لوثر بكل وضوح، كانت قد غابت تقريبا عن أنظار الناس وأذهانهم، وقد احتلت مكانها العقيدة البابوية، عقيدة الاتكال على الاعمال الصالحة للخلاص . وكان هوايتفيلد وابنا وسلي، الذين كانوا أعضاء في الكنيسة المعترف بها، يطلبون رضى الله بكل اخلاص، وقد تعلموا أنهم يستطيعون الظفر بالرضى الالهي بواسطة حياة الفضيلة وحفظ فرائض الديانة.GC 283.3

    وعندما أصيب تشارلس وسلي بمرض وكان يتوقع قدوم الموت سئل على أي أساس بنى رجاءه للحصول على الحياة الأبدية . فأجاب قائلا: ”لقد بذلت قصاراي لكي أخدم الله“. واذ تراءى له أن صديقه الذي طرح عليه ذلك السؤال لم يكفه ذلك الجواب قال تشارلس: ”ماذا أليست مساعيَّ التي بذلتها أساسا كافيا للرجاء ؟ وهل هو سيسلب مني تلك المساعي اذاً فلم يبق لي ما أتكل عليه بعد ذلك؟“ (٢٢٩). هكذا كانت الظلمة الداجية التي سادت على الكنيسة وأخفت الكفارة، سالبة المسيح مجده، ومحوِّلة عقول الناس بعيدا من رجائهم الوحيد في الخلاص، أي دم الفادي المصلوب.GC 283.4

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents