سياسة قاتلة
ما أقل ما كان يعرف حكام البلاد مما يخبئه لهم الغيب من نتائج تلك السياسة المشؤومة الخرقاء! كان الكتاب المقدس سيغرس في عقول الشعب وقلوبهم مبادئ العدالة والاعتدال والحق والمساواة والاحسان وحب الخير التي هي حجر الزاوية في بناء نجاح الامة ورخائها وازدهارها: ”البر يرفع شأن الأمة“، وبه ”يثبت الكرسي“ (أمثال ١٤ : ٣٤ ؛ ١٦ : ١٢). ”ويكون صنع العدل سلاما“، ويولِّد ”سكونا وطمأنينة الى الابد“ (اشعياء ٣٢ : ١٧). ومن يطيع شريعة الله لا بد أن يحترم ويطيع شرائع بلاده. ومن يخاف الله يكرم الملك وهو يستخدم كل سلطاته العادلة الشرعية. لكنّ فرنسا التعسة حرَّمت اقتناء الكتاب المقدس وحرمت ونفت كل تلاميذه. فمن قرن الى قرن حدث ان الرجال ذوي المبادئ السليمة المستقيمة والذكاء الخارق والخلق القويم، الذين اوتوا شج اعة جعلتهم يجاهرون باقتناعاتهم وايمانا اعانهم على احتمال الآلام لاجل الحق، أُرهِقوا كأرقاء في السفن أو هلكوا حرقا بالنار أو بلي لحمهم وعظامهم في ظلمات السجون . وقد وجد ألوف وألوف أن النجاة في الهروب، وظلت الحال هكذا مدى ٢٥٠ سنة بعد بدء الاصلاح.GC 310.2