Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    شريعة الله لا تتغير

    لا تتغير شريعة الله بطبيعته ا. انها اعلان ارادة وصفات مبدعه ا. الله محبة، وشريعته محبة . والمبدآن العظيمان اللذان يلخصانها هما المحبة لله والمحبة للناس. ”المحبة هي تكميل الناموس“ (رومية ١٣ : ١). ان صفات الله هي البر والحق، وكذا طبيعة شريعته . يقول صاحب المزامير: ”شريعتك حق“، ”كل وصاياك عدل“ (مزمور ١١٩ : ١٤٢ و ١٧٢). وبولس الرسول يعلن قائلا: ”الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة“ (رومية ٧ : ١٢). مثل هذه الشريعة اذ هي تعبير عن فكر الله وارادتة ينبغي ان تكون ثابتة وباقية كمبدعها.GC 509.1

    ان عمل التجديد والتقديس هو إصلاح ذات البين بين الناس والله بجعلهم في حالة وفاق مع مبادئ شريعته . في البدء خلق الله الانسان على صورته . كان الانسان في حالة و فاق كامل مع طبيعة الله وشريعته، وكانت مبادئ البر مكتوبة على قلبه . لكنّ الخطيئة فصلت بينه وبين خالقه، فما عاد بعد ذلك يعكس الصورة الالهية . ونشبت حرب في قلبه ضد مبادئ شريعة الله، ”لان اهتمام الجسد هو عداوة لله اذ ليس هو خاضع ا لناموس الله لانه ايضا لا يستطيع ” (رومية ٨ : ٧). ولكن “ هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد“ لكي يتاح للانسان أن يتصالح مع الله . فبواسطة استحقاقات المسيح يمكنه ان يعود الى حالة الوفاق مع جابله . ينبغي أن يتجدد قلبه بنعمة الله وأن تكون له حياة جديدة من فوق . هذا التغيير هو الولادة الثانية التي من دونها ”لا يقدر أن يرى ملكوت الله“، كما يقول يسوع.GC 509.2

    اولى خطوات المصالحة مع الله هي الاقتناع بالخطيئة. ”الخطيئة هي التعدي“ على شريعة الله. ”بالناموس معرفة الخطيئة“ (١ يوحنا ٣ : ٤؛ رومية ٣ : ٢٠). فلكي يرى الخاطئ خطيئته عليه أن يقيس اخلاقه ويمتحنها بمقياس البر العظيم (الشريعة). انه مرآة يُري الانسان كمال الصفات البارة ويقدره على اكتشاف النقص في اخلاقه.GC 510.1

    يكشف الناموس للانسان عن خطاياه لكنّه لا يقد م علاجا لذلك . ففي حين يعد الطائعين بالحياة يعلن أن الموت هو نصيب العصاة . انما انجيل المسيح وحده هو الذي يستطيع أن يحرر الانسان من دينونة الخطيئة ولوثاته ا. لذا ينبغي له أن يتوب الى الله الذي قد تعدى على شريعته ويؤمن بالمسيح الذي هو ذبيحته الكفارية. وهكذا ين ال ”غفراناً لخطاياه السالفة“ ويصير من شركاء الطبيعة الالهية. يغدو ابنا لله لاخذه روح التبني الذي به يصرخ ”يا أب ا الآب“ (غلاطية ٤ : ٦).GC 510.2

    فهل هو حر الآن ليتعدى شريعة الله ؟ يقول بولس: ”أفنبطل الناموس بالايمان ؟ حاشا بل نثبت الناموس“. ”نحن الذين متنا عن الخطيئة كيف نعيش بعد فيها“. ويوحنا يعلن قائلا: ”هذه هي محبة الله أن نحفظ وصاياه ووصاياه ليست ثقيلة“ (رومية ٣ : ٣١ ؛ ٦ : ٢ ؛ ١ يوحنا ٥ : ٣). عندما يولد الانسان ثانية يصير القلب في حالة توافق مع الله ومع شريعته . فعندما يحدث هذا التبدل العظيم في قلب الخاطئ ينتقل من الموت الى الحياة ومن الخطيئة الى القداسة ومن التعدي والعصيان الى الطاعة والولاء . لقد انتهت حياته القديمة، حياة البعد والانفصال، وبدأت الحياة الجديدة، حياة المصالحة والايمان والمحبة . حينئذ ”يتم حكم (بر) الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح“ (رومية ٨ : ٤). وحينئذ ستكون لغة النفس هي هذه: ”كم أحببت شريعتك . اليوم كله هو لهجي“ (مزمور ١١٩ : ٩٧).GC 510.3

    ”ناموس الرب كامل يرد النفس“ (مزمور ٩١ : ٧). من دونه لا يدرك الناس طه ارة الله وقداسته ادراكا عادلا كاملا، ولا يدركون خطاياهم ونجاستهم . لا يكون عندهم اقتناع حقيقي بالخطيئة ولا يحسون بحاجتهم الى التوبة . واذ لا يرون حالة الهلاك التي هم فيها لتعديهم شريعة الله فهم لا يدركون حاجتهم الى دم المسيح المكفر . والانسان يقبل رجاء الخلاص من دون تغيير جوهري في القلب أو اصلاح للحياة . وهكذا تكثر هدايات سطحية وتنضم جماهير غفيرة ممن لم يرتبطوا بالمسيح ابدا الى الكنيسة.GC 511.1

    تحتل النظريات الخاطئة عن التقديس، التي تنشأ من اهمال شريعة الله أو نبذها، مكانا رفيعا مرموقا في الحركات والنهضات الدينية في ه ذه الايام . هذه النظريات زائفة وكاذبة في العقيدة وخطرة في عواقبها العملية . وحقيقة كونها تحظى برضا الجميع تحتم على الجميع تحتيما جوهريا مضاعفا ان يدركوا ادراكا واضحا ما تعلم به الكتب المقدسة حول الموضوع.GC 511.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents