المصلِح الدانيمركي
كان تاوزن ”المصلح الدانيمركي“ ابن رجل فلاح .وقد بر هن ذلك الصبي على ذكاء عقله ونبوغه . كان يتوق الى التعلُّم لكن ظروف ابويه حرمته ذلك فدخل دير ا. هناك اكسبته طهارة حياته مع اجتهاده وولائه رضى رئيسه . وقد برهنت نتيجة الامتحان على موهبة تبشر بأنه سيسدي في المستقبل الى الكنيسة خدمات جليلة . وقد تقرر الحاقه باحدى جامعات المانيا او الاراضي الوطيئة . وأُعطي ذلك الطالب الشاب الحق في اختيار المدرسة التي يريدها بشرط واحد هو ألا يذهب الى وتنبرج . فالطالب المبعوث من قبل الكنيسة ينبغي الا يتعرض لسموم الهرطقة. هذا ما قاله الرهبان.GC 269.3
فذهب تاوزن الى كولونيا التي كانت حينئذ ولا تزال الى اليوم معقلا حصينا من معاقل البابوية . وسرعان ما اشمأزت نفسه من تديّن الأساتذة المتزمت الغامض. وفي ذلك الوقت حصل على مؤلفات لوثر فقرأها بدهشة وسرور . وكان يرغب كل الرغبة في ان يتمتع بنوال نصيب شخصي من تعليم ذلك المصلح، لكنه لو فعل ذلك لأسخط عليه رئيس ديره فيُحرم على الانفاق عليه . لكنه عقد العزم، وبعد قليل سجل اسمه بين طلبة وتنبرج.GC 269.4
عندما عاد الى الدانيمرك توجه الى الدير . ولم يكن احد يشك فيه الى ذلك الحين انه قد اعتنق مبادئ لوثر، وهو لم يُطلع احدا على سريرته، بل حاول من دون ان يثير تعصب زملائه ان يقودهم الى ايمان أنقى وحياة اقدس . ففتح لهم الكتاب المقدس وجعل يشرح لهم معناه الصحيح، واخيرا بشرهم بالمسيح على انه بر الخاطئ ورجاؤه الوحيد في الخلاص، فكان غضب رئيس الدير عظيما اذ كان يبني عليه آمالا كبارا كمحام ومدافع شجاع عن روم ا. فنقل من دير ه في الحال الى دير آخر وحُكم عليه بملازمته حجرته، وفرضت عليه رقابة شديدة.GC 270.1
ارتعب الاوصياء الجدد عندما اعلن رهبان كثيرون انهم قد اهتدوا الى البروتستانتية. فمن خلال قضبان حجرته كان تاوزن يراسل زملاءه بمعرفة الحق . ولو كان اولئك الآباء الدانيمركيون ماهرين في اس تخدام وسائل الكنيسة في معاملتها للهراطقة لما سمع احد صوت تاوزن بعد ذلك، ولكنهم بدلا من ان يقبروه في سجن تحت الارض طردوه من الدير . وقد امسوا عاجزين الآن، ذلك انه كان قد صدر مرسوم ملكي يؤمّن الحماية لمعلمي التعاليم الجديدة . وقد بدأ تاوزن يبشر، ففُتحت له الكن ائس وتقاطر الناس لسماعه . وكان آخرون يبشرون بكلمة الله وكتاب العهد الجديد الذي ترجم الى اللغة الدانمركية وانتشر في كل مكان . هذا، وان المساعي التي بذلها البابويون للقضاء على هذا العمل آلت الى نشره اكثر، وبعد قليل اعلنت الدانيمرك انها قد قبلت العقيدة المصلحة.GC 270.2