ايام خطرة على الكنيسة
كانت تلك الايام خطرة على كنيسة المسيح . وكان حاملو لواء الحق الامناء قليلين حق ا. ومع ان الحق لم يُترك بلا شاهد فلقد بدا في بعض الاحيان كأن الضلالات والخرافات سادت سيادة ماحقة، وكأن الدين الحقيقي قد طرد من الارض . لقد غاب الانجيل عن الانظار، أما طقوس ا لديانة فزادت وتكاثرت فأثقلت كواهل الناس بالأوامر الصارمة.GC 61.2
تعلم الناس ليس فقط ان ينظروا الى البابا كوسيطهم بل ايضا أن يعتمدوا على أعمالهم للتكفير عن خطاياهم . فالسفر الطويل لكي يحج الانسان الى الاراضي المقدسة، والاعمال الت كفيرية، وعبادة الذخائر، وبناء الكنائس والمزارات والمذابح، وتقديم الأموال الطائلة بسخاء للكنيسة، هذه كلها وما شاكلها فُرضت على الناس لتسكين غضب الله أو استجلاب رضاه، كما لو كان الله شبيها بالناس يغضب من التوافه أو يصفح متى قُدمت اليه العطايا او الاعمال التكفيرية. GC 62.1
وعلى رغم تفاقم الرذيلة وسيادته ا حتى بين قادة كنيسة روما فلقد زاد نفوذ هذه وتعاظم . ففي اواخر القرن الثامن ادّعى البابويون انه في العصور الاولى كان لاساقفة كنيسة روما السلطان الروحي نفسه الذي هو لهم الآن . وبقصد تثبيت هذا الادعاء كان لا بد من استخدام بعض الوسائل لتضفي عليه طابع السلطان، و هذا ما أسرع بأقتراحه أبو الاكاذيب . فلقد زوَّر الرهبان بعض الكتابات القديمة، كما اكتشفت بعض احكام المجامع الكنسية التي لم يُسمع بها من قبل مثبتة سيادة البابا الشاملة منذ اقدم العصور . والكنيسة التي رفضت الحق قبلت هذه الاكاذيب بكل نهم وشغف. (انظر التذييل).GC 62.2