Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الفصل الثامن عشر — نور جديد في الدنيا الجديدة

    ان مزارعا مستقيما أمين القلب كان قبلا يشك في صدق الكتب المقدسة ومع ذلك كان يرغب بكل اخلاص في معرفة الحق، كان هو الرجل الذي اختاره الله خصيصا ليكون في طليعة من يعلنون المجيء الثاني للمسيح . ان وليم ميلر، ككثيرين غيره من المصلحين، كان في بدء حياته يتصارع مع الفقر، وهكذا تعلم دروس النشاط وانكار الذات . وكان افراد الاسرة التي تحدَّر منها يمتازون بالروح المستقلة المحبة للحرية، وبالقدرة على الاحتمال، وبالغيرة على حب الوطن، وكانت كلها من صفاته البارزة . كان أبوه ضابط ا في جيش الثورة . وتعزى حالة العسر التي اجتازها ميلر في بكور حياته الى التضحيات التي بذلها أبوه في الصراع والآلام التي حلت به في تلك الفترة العاصفة.GC 353.1

    كان رجلا سليم البنية، وحتى في طفولته برهن على ذكاء خارق غير عادي. واذ نما وكبر ظهر ذكاؤه على نحو أوضح . كان عقله نشيطا وناميا نموا حسنا، وكان تعطشه الى العلم قوي ا. ومع أنه لم يحظ بالتعلم في كلية فان حبه للدرس وعادة التفكير الدقيق والانتقاد المُحكَم صيَّرته رجلا سليما في حكمه وواسع الافق في تفكيره . وكانت صفاته الأدبية لا غب ار عليها، وقد تمتع بشهرة يحسد عليها، اذ كان مكرَّما لاجل استقامته وحسن تدبيره وحبه للخير . ومن كثرة نشاطه ومقدرته اكتسب كفاءَة مبكرة، مع أنه ظل محتفظا بعادات حب الدرس والاستقصاء . وقد شغل وظائف متعددة مدنية وعسكرية، وكان له فيها القَدَر المعلَّى، وقد بدا كأن السبيل الى الثروة والكرامة مفتوح أمامه.GC 353.2

    كانت أمه امرأة نقية في تقواه ا. واذ كان بعد صبيا وقع تحت المؤثرات الدينية. ومع ذلك ففي بكور صباه عاشر جماعة يؤمنون بوجود الله ولكنهم ينكرون الوحي، وقد زاد تأثيرهم فيه لكونهم في الغالب مواطنين صالحين ورجالا كرماء ومحسنين في ميولهم . فاذ كانوا عائشين في وسط المحافل والمجتمعات المسيحية فقد تشكلت اخلاقهم وتأثرت الى حد كبير بالبيئة المحيطة بهم . والفضائل التي أكسبتهم احترام الناس وثقتهم كانوا مدينين بها للكتاب المقدس، ومع ذلك فان هذه الهبات الصالحة أُفسِدت الى حد ان كان لها تأثير مضاد لكلمة الله. فاذ عاشر ميلر هؤلاء الناس اعتنق ميولهم . والشروح والتفاسير المألوفة لكلمة الله أوجدت صعوبات بدا من الصعب تخطيها؛ بيد أن عقيدته الجديدة، في حين أنها ألقت بالكتاب المقدس جانبا، لم تقدم شيئا أفضل بدلا منه، وقد ظل ميلر غير قانع أو راضي ا لنفس، ومع ذلك بقي متمسكا بتلك الآراء مدة اثنتي عشرة سنة . ولكن اذ بلغ الرابعة والثلاثين من العمر أوقع الروح القدس في قلبه احساسا بحالته كخاطئ . فلم يعد يجد في عقيدته القديمة أي يقين بالغبطة أو السعادة بعد القبر . وكان المستقبل مظلما وكئيبا بالنسبة اليه . واذ أش ار بعد ذلك الى ما كان يشعر به في ذلك الحين قال:GC 354.1

    ”ان فكرة الفناء كانت فكرة باردة تصيب النفس بالقشعريرة. والوقوف أمام الله للدينونة كان فيه الهلاك الأكيد للجميع. كانت السماء من فوقي نحاسا، والأرض من تحتي حديد اً. الأبدية: ما هي؟ والموت: لماذا هو؟ وبقدر م ا فكرت وتحاججت ازددت بعداً من التظاهر. وبقدر ما فكرت ازدادت استنتاجاتي تبعثر اً. حاولت أن أكف عن التفكير، ولكني لم أستطع التحكم في أفكاري . لقد كنت في الحق تعساً ولكني لم أفطن الي السبب. جعلت أتذمر وأشكو ولكني لم أكن أعلم على من أتذمر ولا ممن أشكو . علمت أن هن الك خطأ الا أنني لم أعلم كيف أو أين أجد الصواب. لقد نُحت وبكيت ولكن بلا رجاء“.GC 354.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents