تقديم الانجيل الى العالم

”ويثبت عهدا مع كثيرين في أسبوع واحد“ (دانيال ٩ : ٢٧). ان هذا ”الاسبوع“ المذكور أمامنا هو اخر أسبوع في الاسابيع السبعين. وهو آخر سبع سنين في المدة المخصصة لليهود. وفي خلال هذه المدة التي تمتد من سنة ٢٧ الى سنة ٣٤ م. نشر المسيح دعوة الانجيل اولا بنفسه، وبعد ذلك بواسطة تلاميذه لليهود بوجه خاص. واذ خرج الرسل حاملين بشارة الملكوت كانت وصية المخلص لهم هي هذه: ”الى طريق أمم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلو ا. بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة“ (متى ١٠ : ٥ و ٦).GC 364.2

”وفي وسط الاسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة“ (دانيال ٩ : ٢٧) ففي عام ٣١ م. أي بعد معموديته بثلاث سنين ونصف صلب سيدن ا. فاذ قدمت تلك الذبيحة العظيمة في جلجثة أُبطل نظام الذبائح والتقدمات الذي ظل مدى أربعة آلاف سنة يشير الى حمل الله . لقد التقى الرمز بالمرموز اليه، وكل ذبائح النظام الطقسي وتقدماته كانت ستبطل هناك. أن السبعين أسبوعا وال ٤٩٠ سنة المحددة لليهود خصيصا انتهت كما قد رأينا في عام ٣٤ م. وفي ذلك الوقت وبسبب ما عمله مجمع السنهدريم اليهودي ختمت الامة على رفضها للانجيل باستشهاد استفانوس واضطهاد أتباع المسيح . وحينئذ قُدمت الى العالم رسالة الخلاص التي لم تعد مقصورة على الشعب المختار . واذ أُرغم التلاميذ على الفرار من أورشليم بسبب الاضطهاد ”جالوا مبشرين بالكلمة“، ”فانحدر فيلبس الى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح“. واذ كان بطرس منقادا بمشورة الله كرز بالانجيل لقائد المئة في قيصرية، لكرنيليوس الرجل الذي كان تقيا وخائف الله، وبولس الغيور قبل الايمان بالمسيح فأرسل ليحمل البشارة ”الى الامم بعيدا“ (أعمال ٨ : ٤ و ٥؛ ٢٢ : ٢١).GC 364.3

الى هنا تمت كل النبوات بحذافيرها وحُددت بداءة السبعين أسبوعا فوق كل شك وتساؤل في عام ٤٥٧ ق .م وانتهت في عام ٣٤ م. ومن هذه الحقيقة لن يصعب علينا الاهتداء الى نهاية ال ٢٣٠٠ يوم ا. فباقتطاع السبعين أسبوعا ٤٩٠ يوما من ال ٢٣٠٠ يوما يتبقى ١٨١٠ أيام. وبعد نهاية ال ٤٩٠ يوما بقيت ال ١٨١٠ أيام التي لم تتم بعد . ومن عام ٣٤ م. امتدت ال ١٨١٠ أيام الى عام ١٨٤٤ . ولذلك فان ال ٢٣٠٠ يوما المذكورة في (دانيال ٨ : ١٤) تنتهي في عام ١٨٤٤. وفي نهاية هذه المدة النبوية العظيمة ”يتبرأ (يتطهر) القدس“ بناء على شهادة ملاك الله. وهكذا فوقت تطهير الهيكل الذي أجمع غالبية الناس على أنه سيحدث عند المجيء الثاني حدد وأشير اليه.GC 365.1

وقد كان ميلر ورفاقه يعتقدون أولا أن ال ٢٣٠٠ يوما تنتهي في ربيع عام ١٨٤٤ بينما النبوة تشير الى خريف تلك السنة (انظر التذييل). ان سوء فهم هذه النقطة أوقع الخيبة والارتباك عند من حددوا وقتا مبكرا على أنه وقت مجيء الرب . ولكن هذا لم يكن له أقل تأثير على قوة الحجة التي برهنت على أن ال ٢٣٠٠ يوما انتهت في عام ١٨٤٤ ، وان تلك الحادثة العظيمة المشار اليها بتطهير القدس ينبغي أن تتم في ذلك الحين.GC 365.2