Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    إلقاء البذار الثمين

    بدأ عمل هؤلاء المبش رين في السهول والوديان الرابضة عند سفوح جبالهم، ولكنه امتد الى أماكن بعيدة . واذ كانوا يسيرون حفاة في ملابسهم الخشنة التي علاها غبار السفر، كما كانت الحال مع سيدهم، دخلوا المدن العظيمة واخترقوا البلدان البعيدة . وفي كل مكان كانوا يلقون البذار الثمين . وقد اقيمت كنائس في طريقهم، كما شهد دم الشهداء للحق . وسيكشف يوم الرب العظيم عن الحصاد الغني الوفير من النفوس التي جمعت الى المخزن من طريق اتعاب هؤلاء الرجال الامناء وخدماتهم . واذ كانت كلمة الله محتجبة وصامتة راحت تشق لنفسها طريقا في العالم المسيحي وتلاقي قبولا وفر حا في بيوت الناس وقلوبهم.GC 80.2

    لم يكن الولدنسيون يعتبرون كلام الله مجرد سجل لمعاملات الله مع الناس في ا لماضي واعلانا لواجبات الحاضر وتبعاته وكفى، بل كانت تلك الاقوال الالهية كشفا واعلانا لمخاطر المستقبل وامجاده . كانوا يعتقدون ان نه اية كل شيء لم تكن بعيدة منهم جد ا. ولما كانوا يدرسون الكتاب المقدس بالصلاة والدموع تأثروا تأثرا عميقا بأقواله الثمينة واقتنعوا بأن واجبهم يقتضيهم ان يعرِّفوا الآخرين بحقائقه المخلصة . لقد وجدوا تدبير الخلاص معلنا في الكتاب بك ل وضوح، كما وجدوا العزاء والسلام والرجاء في الايمان بيسوع . ولان النور اشرق على أفهامهم وابهج قلوبهم تاقوا الى ان يسلطوه على من كانوا جالسين في كورة الظلام، ظلام الضلالات البابوية.GC 81.1

    لقد رأوا أن جماهير من الناس باتِّباعهم تعليمات البابا والكهنة كانوا يحاولون عبثا الحصول على الغفران بتعذيب اجسامهم لأجل خطايا نفوسهم . فاذ كانوا قد تعلموا أن يركنوا الى اعمالهم الصالحة لتخصلهم كانوا دائما ينظرون الى ذواتهم، وكانوا يفكرون في حالتهم الخاطئة ويرون انفسهم مستهدفين لغضب الله وعذاب الروح وا لجسد، ومع ذلك لم يجدوا راحة او عزاء . هكذا كان كل انسان حي الضمير مكبَّلا بتعاليم روم ا. ان الوفا من الناس هجروا اقرباءهم واصدقاءهم ليقضوا حياتهم في الاديرة . كانوا يفرضون على انفسهم اصواما طويلة متكررة ويجلدون انفسهم جلدا قاسيا ويتلون صلوات نصف الليل وقداساته وينطرحون على الاحجار الباردة الرطبة ساعات طويلة متعبة في مساكنهم الموحشة ويسافرون سفرا طويلا ليحجوا الى الاماكن المقدسة، وبالاذلال والتكفيرات المختلفة والعذابات المخيفة — بهذه الوسائل وبكثير غيرها حاول الوف الناس أن يحصلوا على السلام لضمائرهم. كان يضغط قلوبَهم الشعورُ بالخطيئة ويلازمهم الخوف من غضب الله وانتقامه، فيتجلدون على احتمال آلامهم النفسية حتى تنهار اخيرا طبيعتهم المجهدة فيوارون الثرى من دون ان يُبهج نفوسَهم شعاعٌ من نور ورجاء.GC 81.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents