Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الصليب فوق العرش

    وفوق العرش يُرى الصليب واضحا، وتظهر مشاهد تجربة آدم وسقوطه كما على شاشة بيضاء فسيحة، والخطوات المتتابعة في تدبير الفداء العظيم . فميلاد المخلص الوضيع، وحياته في صباه التي قضاها في بساطة وطاعة، وعماده في الاردن، والصوم والتجربة في البرية، وخدمته الجهارية التي كشف فيها للناس عن اثمن بركات السماء، والايام التي ازدحمت باعم ال المحبة والرحمة، والليالي التي كان يقضيها ساهرا ومصليا معتزلا في الجبال، والجزاء الذي ناله من مؤامرات الحسد والكراهية والخبث في مقابل الخير العظيم الذي نالوه على يديه، والعذاب الأليم المخيف الغامض في جثسيماني تحت الثقل العظيم لخطايا العالم كله، وتسليمه لا يدي الرعاع المجرمين القتلة، والحوادث المخيفة التي حدثت في ليلة الرعب تلك، — الاسير المستسلم وقد تركه تلاميذه الاحباء، وهو يساق بكل قسوة وعنف في شوارع أورشليم؛ ابن الله يوقَف بكل فرح وانتصار أمام حنان ويحاكَم في قصر رئيس الكهنة، وفي دار ولاية بيلاطس وأمام هيرودس الجبان القاسي، وقد سخروا به وأهانوه وعذبوه وحكم عليه بالموت، كل ذلك يصوَّر بكل وضوح.GC 719.3

    والآن تعلن المشاهد النهائية أمام ذلك الجمع الحاشد : فالمتألم الصبور يسير في الطريق الى جلجثة، ملك السماء يُعلق على الصليب، الكهنة والسوقة يهزأون بآلام احتضاره، الظ لمة غير الطبيعية تغشى الارض التي تزلزلت والصخور التي تشققت والقبور التي تفتحت محددة اللحظة التي فيها أسلم فادي العالم روحه.GC 720.1

    يبدو المنظر المخيف كما كان تماما، فالشيطان وملائكته ورعاياه لا يستطيعون الابتعاد عن الصورة التي تصور عملهم . فكل ممثل يذكر الدور الذي مثَّله: هيرودس الذي قتل أطفال بيت لحم الابرياء لكي يهلك ملك اسرائيل، وهيروديا السافلة التي يستقر على نفسها الآثمة دم يوحنا المعمدان، وبيلاطس الضعيف خادم الزمان، والجنود الساخرون، والكهنة والشيوخ والشعب المجنون الذي صرخ قائلا: ”دمه علينا وعلى أولادنا“ ... الجميع يرون هول جريمتهم . وعبثا يحاولون الاختباء من جلال وجه الله الذي يكسف بهاء الشمس، بينما المفتدون يطرحون أكاليلهم عند رجلي المخلص صارخين وقائلين : “ لقد مات عني !.GC 720.2

    وبين جموع المفتدين يوجد رسل المسيح، بولس الشجاع وبطرس الغيور ويوحنا المحب والمحبوب واخوتهم المخلصون، ومعهم الجمهور الكبير من الشهداء، بينما يوجد في خارج الاسوار مع كل ما هو دنس ورجس أولئك الذين قد اضطهدوهم وسجنوهم وقتلوهم . فهناك يوجد نيرون ذلك الوحش الذي اشتهر بالقسوة والرذيلة وهو يرى فرح الذين قد عذبهم وتمجيدهم في ما كان يجد سروره الشيطاني وهو يراهم يقاسون أرهب العذابات . وأمه هناك لتشهد نتيجة عملها ولترى كيف ان طابع خلقها الشرير قد انتقل الى ابنها، والاهواء والشهوات التي تجرأ على السير فيها وتنميتها بقوة تأثيرها ومثالها قد آتت ثمارها في الجرائم التي جعلت العالم يرتعد من هولها.GC 721.1

    وهناك يوجد كهنة وأساقفة بابويون ممن ادعوا انهم سفراء المسيح ومع ذلك فقد لجأوا الى آلات التعذيب والسجون والحرق بالنار ليتحكموا في ضمائر شعبه. وهناك الباباوات المتكبرون الذين رفعوا انفسهم فوق الله وتجرأوا على تغيير شريعة العلي . فآباء الكنيسة الاد عياء أولئك عليهم حساب عسير يقدمونه الى الله، وهم يشتاقون الى ان يُعفوا من ذلك، ويرون في وقت متأخر جدا ان الله العليم بكل شيء يغار على شريعته وانه لا يبرر المذنب . وهم يعلمون الآن ان المسيح يقرن مصلحته بمصالح شعبه المتألمين ويحسون بقوة كلامه القائل: ”بما انكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم“ (متى ٢٥ : ٤٠).GC 721.2

    ان العالم الشرير كله يقف متهما امام محكمة الله بتهمة الخيانة العظمى ضد حكم السماء . ولا يجدون من يترافع عنهم في قضيتهم، فهم بلا عذر وقد صدر ضدهم الحكم بالموت الابدي.GC 721.3

    لقد اتضح للجميع الآن ان أجرة الخطيئة ليست الاستقلال النبيل والحيا الابدية بل العبودية والدمار والموت . والاشرار يرون ما قد اضاعوه بحياة العصيان التي عاشوه ا. ان ثقل المجد الابدي الاستثنائي قد احتقر عندما قُدم اليهم، ولكن كم يبدو مرغوبا فيه الآن . تقول النفس الهالكة صارخة: ”كان يمكنني امتلاك كل هذا ولكني ابعدت كل هذه الاشياء عني . آه يا له من جنون غريب ! لقد استعضت عن السلام والسعادة والكرامة بالشقاء والعار واليأس“. والجميع يرون ان طردهم من السماء عادل . ففي حياتهم أعلنوا قائلين: ”لا نريد ان يسوع هذا يملك علينا“.GC 721.4

    لقد نظر الاشرار الى تتويج ابن الله وكأنهم ذاهلون . انهم يرون بين يديه لوحي الشريعة الالهية، الوصايا التي قد احتقروها أو عصوه ا. ويشهدون الدهشة المشبوبة والفرح الغامر والتمجيد الذي يقدمه المخلصون . واذ تكتسح موجة النغمات المطربة الجموع الذين خارج المدينة فالجميع يصرخون قائلين بصوت واحد: ”عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الاله القادر على كل شيء . عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين“ (رؤيا ١٥ : ٣)، واذ يسقطون على وجوههم يقدمون السجود لرئىس الحياة.GC 722.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents